السبت، 22 يناير 2011

قيل لي لن تكوني بتمرد غادة السمان "ولا براعة أحلام المستغانمي


قيل لي لن تكوني بتمرد غادة السـمان
ولا براعة أحلام المستغانمي
وستظلين هاوية خارج كل منافسة وتباري
ولن ترتقي السلالم وستبقين تتعثرين في أول الدرجات
ربما ستنضجين " ويكون الوقت قد فات "
قلت ببساطة
ما يهمني  سوى أن أكون عفوية " صادقة " طفلة " طائشة لا تكبر كي تتزين بحمرة شفاه فاقعة " ولا ترتدي فساتين
كي تجذب نحوها أنظارا سافرة " لن أبحث عن مفردات تعبر عني بين أقلام لا تعبر عني
لن أستعير أثواب أخرى وأترك خزانة ملابسي فإذا لم تعجبك فهي تعجبني
من منا لا يحب الاجتهاد " ومن منا لا يريد عبور مسافات للوصول
وأن يسبح في بحور " ويغرق في بحور
وتتملكه الرهبة " والذهول
ويتعلم ويتسلق لكي يصل لقمة
لكنني لا أرغب بقمة من حروف غير حروفي
أنا عندما أكتب أحاول أن أنتزع خوفي من غابة صدري الموحشة
وأقتلع من أفكاري هواجس  موجسة
أحاول أفراغ السموم من عروقي وتجديد كريات ِ الحمراء
بدماء من حبر !


عندما أكتب أفترش الورق كأنه جسدا أفعل بهِ ما أشاء
وأستبيح محرماته كما أشاء
مشاعري تمتد باسقة حوله " تلتف كثعبان يزحف ببطء
يعتصر الكلمات دون رحمة ولا رفق
يغتصب الجمل " ويتلذذ بطعم فريسته " سواء كانت فرحة ٍأم تعيسة
مجنونة أنا وكلي ترقب " وخوف " وشك " أبحث عن قلادة قد أضعتها منذ سنين
تحمل صورة " قد أنهكت ملامحها السنين
فتشـ شقت  كزوايا جدران غرفتي
لكنها لازالت تاركة  أثر بداخلي
يستفز مشاعري من حين لحين
يلامس شغاف قلبي ويدق أجراس الحنين
ويخمد ُ ليخدرني " كموت ٍ مؤقت
أفضل العزلة " عن منهم حولي " في لقاء حميم " مع شبح وحدتي "
فهذه الدنيا علمتني



أن الجمادات  أكثر أحساس من الأحياء
وأن وسادتي أدفء من حضن رجلا لا يعرف الوفاء
وأنني عندما التحف    بالكتان " أفضل مرارا أن يلتحفني رجلا ً " ويلفظني بعد أن يبصق شهوتك
ويولني ظهره وينام
وأحمل أثاره عالقة ودمعتي عالقة
فلا فرق بين الرجال
كلاهما يستنزفون المشاعر
ويسرقون الوقت
ويضيعون العمر بهم ومعهم
ونحن كما قلت
غادة السمان في جملتها المريرة
"كالعصفور لا أحط على نافذتك إلا كي أطير"

كالزهر ننحني  وهم  النسيم
ونتلهف كي يقطفنا أحدهم " ولا يهمنا واقع الأمر ولا ما قد يصير
ونفوق من صحوتنا من سكرة ما يدعى "  بجنون العشق
وشهوة العاطفة " ورغبات أخرى نطفئها حين ٍ ونوقدها بعض حين

وأنا لم أعد عصفورك الذي  يكتفي بفتات المشاعر القليل " ولا بلمساتك التي أصبحت كلمس السياط الأليم
و لا يهتدي لك عندما يشعر بحنين " أصبحت أقوى بحيث أطير " وبت ُ أستطيع  تربيت جناحي  والتحليق بعيدا ً
فلم تعد سمائي " ولا ذاك العش الذي الأمين
ودع الطيور الجارحة تفترس ما تبقى مني " فانشغالك بي سيكون  أخر همي
لا يوجد رجلا في مفهومي " يرفض أمرآة  ..  وأن كان قلبه معلق ٍ بأخرى
فالرجل  قافلة
والنساء يتبعن القوافل
ولكن ليس كل النساء ترضى بنفس المصير
فلسنا كا أسنان المشط  " متساويات
 ونتبع  القوافل السائرات
لست أنثى يائسة كما قال لي أحدهم
ولا أرغب بدور الضحية بل مشكلتي أنني لا أجيد التمثيل
وكما رغبت أن أتعلم لغة شارلي شبن
وأعبر بصمت ببراعة لكنني أعتبر ذلك جبن
وأستنزف أفكاري ومشاعري
 وكل ما بداخلي  على شطئان ِ ورقتي " سابح بين الموج لا يهمني  إلى أين تعبر
فقد تركت نفسي منذ زمن للزمن ؟
ولم أتخذ لي وطن


واستكفيت من جرعات كأس الألم
وتجرعت شهوة الحب ِ حتى الثمل
وضاجعت أحلام صاخبة دون ندم
فأنا أنثى الماء والنار والتراب
وأنا كالأرض
أنتظر من يحرثني بصخب " ووجع "  وكرم
وينتظر موسم حصاد  ثمار عشقه ِ أن تزدهر
ولا يقتلع جذوري
ويحيل أرضي لبور
ومساحات الجفاف تكبر بداخلي
وتترك شروخا وسقم
وأهجره
أبحث عن أخر
أجد لديه وطن .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق