الخميس، 27 ديسمبر 2012

أمراه الجليد .. واللهب


 لا تستغرب فأنني قد افاجئك دائما بردود أفعالي



فلا تقل عني أنني امرأة تشرين

غدارة  لا تبالي ولاتلين 


فأنا امرأة الصقيع .. قد أكون باردة لحد فظيع



وامرأة الحمم ٍ والبراكين .. قد اكون مدمرة كزلزال ٍ., وكاسحة كالأعاصير 




فلا تسألني كيف أستطيع ان ارتدي ماشئت ُ من أثوابي 



وأتقمص ببراعة أدواري 



وأتحول من وحش ٍ لطفل ٍ وديع



فأنا أمراه الجليد .. واللهب 

وحبي تعب ُ ُ في تعب 

نسمة حلم 

أجل ابتعدت عنك



 أجل ابتعدت عنك

أتعرف لماذا فعلت ؟

لأنني لم أعد بالنسبة أليك كتلك ,.. التي أحببت

بسببك أنت ابتعدت

لأن كل الكلمات التي صرت ُ أكتبها

أصبحت بالنسبة لك كمقال في جريدة أو صفحة من ضمن صفحات عديدة

ابتعدت

لأنني لم أنجح أن أكون  حبيبتك ., أو رفيقتك ..أو حتى صديقة ٍ حميمة

ابتعدت

كي أحفظ  ., كل شيئا بيننا  له قيمة

وتركت  ذاك السطح مغمورا

بالذكريات والليالي ., بالقبلات.,  والضحكات .,

تركت لك رصيد قد يكفيك لوقت طويل

ابتعدت

لأنني  ., اشتقت لرداء كبريائي


الذي خلعته يوما ً  بين يديك

لأنني الآن وفقط أدركت أنني أصبحت مجرد حلم تتمنى الوصول اليه


لكنك ابدا ً لا تتمنى أن يتحقق

ابتعدت لان كل المصطلحات 

بيننا لم تعد تجدي نافعا

والتلوث بدأ يتسرب للنقاء


ابتعدت لأنني لم اعد اطيق البقاء

وأنا أرى تاريخنا

ينهار .,

وتلك الأعين المتلصصة ترقبنا ليل نهار


ابتعدت لأنني   لا استحق منك كل هذا

ولم أفعل واكتب لرجلا ً يوما
 ً
سواك

كل مناداتي ., ورسائلي

كل ذاك العشق الذي قرأه

الجميع


غفلت عنه ُ أنت

رجل شرقيا كنت


تتدثر بعباءة الكبرياء

تدعي الكرامة

 تجلس بعظمة

وتقول أمام الجميع

أعطيتك فرصة

أولى

والثانية وداع

قلتها وكأن قولك يسمع ويطاع

حسنا ً

سيدي سمعت وأطعت

وغادرت سمائك

ومن أراضك جذوري اقتلعت


لا ادعي أنني أستطيع نزعك من داخلي بسهولة

فأنت مرض مزمن الشفاء منه مستحيل


تعلمت أن أتعايش معك داخلي

سأتجرع كل الادوية ., وأتعاطى كل المسكنات


سأرثيك بقصيدة وأسدل الستار لوقت طويل


سأحمل ما تبقى مني وأفترش وجعي على أوراقي

لا تخشى شيئا  بعد اليوم

فلن يعد يؤلمك  فراقي



فقد قلتها لك ذات يوم  " عندما أشعر أنني سأكون سبب وجع لك سأختفي

ولو كلفني ذلك الكثير


فعش بعدي طويلا ً

وأسعد بقدر ما تستطيع

وَدْع خريفك . ., وَدَع الشتاء يغسل حزنك

واستقبل بحفاوة ٍ الربيع


نسمة حلم  

لك وحدك



لك وحدك

كانت تكتب  الكلمات

لك وحدك



خلعت الكلمات حجاب الستر ِ

لتخرج حافية في الطرقات

حافية . غجرية لا تنصاع

مبللة بنشوة العبارات

لك وحدك

خرجت عن وقارها وغادرت أقارنها

وتخلت عن كل المعتقدات

غادرت المنطق لمدن الحكايات

وعاشت أميرة

وجعلت منك ملك

لا يتساوى مع باقي المخلوقات

لك وحدك


كانت تتربك خجلا ., وتتلعثم حياءٍ

وتتمرد وتخرج عن الطاعات

لك وحدك كانت الكلمات تتلهف لتقطف من شفتيك مديح ٍ

تتلوه الآهات

لك وحدك

كانت الكلمات

واليوم أصبحت الكلمات

كلماتي

تلمم بعضها ترحل ببطء

تتلهف للعودة لتلك الأمسيات


حيث محطات الانتظار
وساحات المطارات
تنتظر كما كانت دائما زائرا

لم يخلق بعد

ولم تروي عنه الحكايات

عن وطن

ظنت انها وجدته ُ



لتكتشف ان كل الاوطان مستعمرة

ومدنسة

كل الاوطان تتبرأ بسهولة


فما أجمل الانتظار لمجهول قد يأتي

وقد يظل غائب

تمجده ُ وترثيه ِ وتحييه الكلمات

لك وحدك

واليوم لم يعد كالذي فات 

نسمة حلم

متنفس ما


تعلمت ُ أن أحمي نفسي لا أن أحتمي َ منك

  كهرة متكاسلة قرب الموقد .. تتلمس الدفء من موقدها 

أرقبُ ألسنة اللهب ِ  تتراقص بذكرى طيف ما

حديث الأحبة ِ في الأسحار ., مكنوز بالإسرار تحتويه القلوب ولا تستوعبه العقول

 الشخص الثابت " لا تغيره الأقوال ولا تسيره الأحداث
                                                                                                          
الشخص الواثق " لا تعريه المواقف .., ولا تحجبهً الترهات

الشخص المحب " لا ينتظر منك القبول أو الصد

ولا تتأرجح مشاعره ُ بين الجزر والمد

والشخص المتذبذب  " تجده كثير التحايل ., كثير الكلام .,

ليس لديه نقطة ارتكاز يقف عليها وينظر من خلالها للأمور

تجده تارة مندفع وتارة عجول ., وتارة عاطفيا وتارة ملول

تحكمه مزاجية المشاعر

في الفعل والقول

متناقض ., ومتسائل .,

يعتمد عل سلوك الآخرين

فليس يحكم بسلوك المباشر


بل بسلوك المؤشر

نسمة حلم 

اخشى الاعتراف بحقيقة باتت مع الوقت ِ ترهقني


اخشى الاعتراف بحقيقة باتت مع الوقت ِ ترهقني


أنا لا أهوى الانتظار ولا أنزل من قطار لأستقل قطار

لا أقبل  الجلوس على دكه الاحتياط
و لا اطيق مقاعد الغياب

ولا تعجبني المحطات العابرة
ولا المطارات الشاسعة
فقلبي لا يجيد الهبوط
ولا الصعود
ولا يحلق في متاهات ٍ دون حدود
قلبي ماكث متوسدا أضلعي

فأن رحلت ُ فلا أريد من أحد أن يرثيني ولا يلعنني
ولا أريد من أحد أن ينتظرني

فكل الأشياء زائلة
فلا أحد عاقلا ً ينتظر
راكب ٍ استجاب لصفارة الركاب  
جالس على المقعد الغياب

نسمة حلم