أكُنْت تُرِيْد رَحِيْلِي " أَم ظَنَنْت أَن عُشْقِي لَك سيجْبَرَنِي عَلَى مُسَايرَتك لِوَقْت ٍ طَوِيْل
ِ كُنْت مُتَيَقِّنَة ٍ أَنَّه سَيَأْتِي يَوْمَا وَأُعْلِن فِيْه رَحِيْلِي " وَأَقْتَلِع مِن صَدْرِك جُذُوْرِي " وَمَن
مَلَامِحَك تَفَاصِيْلِي " وَمَن مَسَام جِلْدَك أَثَر لَمَسَاتِي " وَمَن خَزَائِن عَقْلِك مَا بَقِى مِن
حِكَايَتِي " وَمَن قَلْبِك
عُنْف دَقَّاتِي "كُنْت مُتَيَقِّنَة ٍ " أَنَّنِي سَأُبْحِر بَعِيْدا " عَن مِيْنائِك " وَأَهْتَدِي لْمَنَارَات أُخْرَى
وَأَقْتَلِع كُل الْخُيُوط الْذَّائِبَة الَّتِي رُبِطْتُنَّي بِك يَوْمَا ً
وَأُحَرِّر " نَفْسِي مِن بَرَّاثِين عِشْق ٍ مَجْنُوْن
لَا يُهِمُّنِي مَا سْتَئُوّل إِلَيْه الَآمـ وَار
فَلَم تَكُن يَوْمَا ً وَطَن ٍ وَلَم تَكُن مَنْفَى
بَل كُنْت بَيْنَهُمَا
تَبْحَث عَن ذَاتِك فِي بَعْض الْنِّسَاء
طِفْلَا ً يَلْهُو بِهِن كَالْدُّمَى
يَرْتَدِي ثَوْب الْحَمْل ِ
وَيُمَثِّل بِبَرَاعَة دَوْر الْعَاشِق
يَغْزِل حَوْلِي خُيُوطَهَ الْسِّحْرِيَّة وَفِي أَنْسِجَتِه أَلْف شَرْنَقَة
تَطْلُب الْحُرِّيَّة
وَحْدِي مَن مَزَّقَت مُؤَخَّرا شَرّنَقَتُهَا
وَطَارَت لِبْعِيد
وَلَن تَعُوْد لِلْكَفَن الْحَرِيْرِي مَن جَدِيْد
فَيُوْجَد أَنْوَار فِي كُل مَكَان سَّيَهَوَى لِي الْرَّقْص
قُرْبِهِن " قَد أَنْهَك وْأَمُوْت مِن عِشْقِي للأَضْوَاء الْخَادِعَة
لَكِنَّنِي لَن أَكُوْن لَك
فَقَد انْتُزِعَت مِن شَفَتَاك كُل كَلِمَاتك الْخَادِعَة وَرَمَيْتُهَا أَرْضَا
حَتَّى عَيْنَاك الَّتِي كُنْت أَعْشَقُهَا " صَارَت لِي غَابَة سَوْدَاء
تُخِيْفُنِي " تُشْعِرُنِي بِرَغْبَة بِالْفِرَار أَمْيَال وَأَمْيَال
كُل تِلْك الْلَّيَالِي الَّتِي " أَلْبَسَتْنِي إِيَّاهَا
لَـم اعُد أَرْغَب بِهَا " قَد تَجَّرَّدَت مِنْهَا
أَفْضَل أَن أَظَل عَارِيِّة مِن دِفْء رَجُل " عِشْق رَجُل " شَهْوَة رَجُل
عَلَى أَن أَنَام فِي مُخْدَعِه " وَهُو يُطَارَح نِسَاء " غَيْرِي " وَيَلْتَف وَيَدُوْر
أُهَنِّئُك فَلَدَيْك الْقُدْرَة عَلَى الْوُصُوْل
لَكِن لَيْسَت لَدَيْك الْقُدْرَة عَلَى الاسْتِمْرَار
سَتَدْمع عَيْنَاك " وَلَن تَنَام " وَتَشْعُر بِذَلِك الْوَهَن " الَّذِي بِجَسَدِي : يُمْتَد مَسَافَات " أَلَيِك
يُقَلَقْلك وَيُرْبِكُك " وَيُشْعِرُك بِنَوْع مِن الْنَّدَم
لَكِن مَن هُم مِثْلُك " يَسْتَبِقُوْن لِأَنْفُسِهِم " مُبَرِّرَات تَكْفِي لِتَقْشَع عَنْهُم " عُقْدَة الْذَّنْب
وَيَرْجِعُوْن لِسَابِق عَهْدَهُم " فَمَن أَعْتَاد الْبَغْي وَالْفَجْر " وَتَمْثِيْل الْعِشْق
لَن يَكُف مُطْلَقا ً
أَمَّا أَنا يَكْفِيَنِي أَنَّنِي كَفَفْت ْ.
وَهَجَرْت فخ الْعِشْق المزعوم خَائِفَة " مَذْعُوْرَة " مَصْدُوْمَة " وَعِنْدَمَا الْتَقَطِت أَنْفَاسِي أَدْرَكْت أَنَّنِي
الْنَّاجِيَة الْوَحِيدَة
نسمه