أتعلم .. أنني أكاد أسمع صوت الشوق ِ بداخلك
يرنو .. لها كما يرنو السجين ُ للنور
وكم تحن ُ ، لتغار يد عصافيرها وهي تغازل الفجر المهيب
ولتراتيلها وهي تودع ساعة المغيب
وكيف تحن لملمس رمالها وصفاء بحرها فلا شيئا في بلدي أجمل من بحورها .. والذكريات بداخلك َ حينها تعيد نفسها ..
وأنني أكاد ُ أسمع صوت خطواتك حثيثة ُ متأنية .. في صباحها بين الأزقة ِ والضواحي َ، وشوقك َ للهداريز ِ والسمر في مرا بعها وأفراحها
والجلوس في مقاهيها ورشف كوب الشاي . وقرأت الشفاه ِ. . والتلذذ بالأحاديث ِ بكل ما فيها
والخوض ُ في أموار تعنيها وقد لا تعنيها
أتعلم أنها أيضا ً تشتاق !
وترابها لازال يحمل .. أثار لحظات الفراق
وأنها أصيلة ُ ُ .. لا تنسى صغارها
ولا تسألني يا سيدي كيف اعلم
فحسبي أنني خلقت كي أفهم
وأن أسمع وأستشف .. ولا أتكلم وأكتب ُ وأكتب
والكل لا يعلم
وأن همسات البشر ِ .. كوشوشة الأصداف
فقد كان أبي يأتي لنا بها من البحر ِ .. ويقول استمعوا لصوت البحر وماذا يقول
وكنت أضع الصدفة .. وأرنو لها بكل فضول وذهول
فتأتي جدتي .. لتنزعها مني وتقول
ألا تعلمين أن الأصداف تؤدي بالشخص للجنون
فهل ما أشعر به ألان هو الجنون
وأنني أكاد أسمع صوت الشوق ِ بداخلك كالموج ِ يثور .. والشوق أذا فاض يتحول زبدا ً
ويقول
ياليبيا
فيك ِ ولُـدنا .. وفيك ِ عشنا .. ومنك ِ تغربنا .. وأليك ِ نؤول