الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

حكاية امرأة

حكاية امرأة


ودت أن تقول لهُ سحقاً لك أكرهك .. أن تركله ُ وتمقته وتلعنه .. 
ودت أن تمحو تاريخه وتشوه ماضيهِ 
أن تمسّح أثره ُ من ذاكرتِها وكلماته ُ من حلقها .. ونبضاتهُ من قلبها
أن تستقيل بمشاعرها عنه .. وتتغلب على ضعفها وتتخذ موقف حاسم تجاه ترددها 
وتواجهُ بحقيقته ثّم تذهب غير متأسفة عليه فكلاهما ميت ُ بعد ذاك اليوم
اردات أصابته في مقتل وطعنه حتى الموتّ
اردات أن تراه بأم عينيها وهو ينزف دماً من روحه كما نزفتّ كما طُعنت كما قُتلت

كانت تشعر بغضب وسخط شديدان .. كانت أشبه بإعصار مدمر 
وطوفان جارف من الكراهية .. وبركان ثائر .. وثورة عارمة 
كانت أشبه بكتلة من الحقد .. مشبعة بالسّم .. تشعر بالغضب ينهش أوصالها
وغمامة تغشي عيناها .. كانت تحبس أنفاسها المتلاحقة .. متوترة جداً ..
ترتجف من الصدمة من الخوف من ( الحقيقة)
الحقيقة التي هربت منها خلال معرفتها به رغم جلائها ووضوحها 
فمنذ البداية كانت العلامات واضحة والدلائل تشير عليه 
حتى عندما رأت بنفسها حتى بعد اكتشفت حتى بعد أن عرفت
أنه لم يعد من أجلها فهو دائما يعود لفرائسه بطرق مختلفة 
كذبت عينها مرارا
لنقل أنها لم تُكذب بل أحبته وأردته ومن يحب ويريد يصلح من حال من يحب
حاولت أن تكون له كل النساء.. دون أن تتصنع أدوار أخرى كانت هي ذاتها كل النساء
علمته حبها من الإلف للياء سرقته عن أعين الجميع وأسكنته أرضها ودثرته ُ بسمائها
حتى أحس أن حبها عبء وثقلاً كانت تشعر مؤخراً أنه ُكان يتهربُ منها
يتحجج بحجج لا تقنعها .. يختلق الأسباب ليغضبها .. وكان يفلح في ذلك أحيان
لكنها تعود أليه كل مرة وهو يحتضنها ..حتى أختار توقيتٍ مناسب ليصارحها
كان نزيهاً لأول مرة في علاقتهم وأعترف انه لم يعد يرى سواها وأوحى لها بأنه يختنق ويريد أن يرجع حرا ويفترق
أنه لم يعد يستطيع أن يكذب نفسه ويجاملها
وبطريقة تراجيدية ودْعها... ورغم ذلك احترمت صراحته وبحب ودعته
لكن ما اكتشفته بعد ذلك أضفته لقائمة طويلة من أخطائه
التي جاهدت لمحوها .. والآن كلما تراه تـتنفس بعمّق وتنطلق منها زفرة حـــــــارة
تتنهد ..تــــتــــــأوه بصّمت لكن دون تفكر أنه الرجل الذي أحبته
وهي متيقنة في قرارة نفسها أنهُ يخون نفسه معهن كل يوم

فلم يعد بعد ألان حبيبها ليخونها .. ولم تعد حبيبته لتلومه . 


نسمة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق